آلسلآمَ عليكمَ ورحمة آلله وبركآتهً ‘
.
.
.
.
فطن الرّسول محمّدٌ -صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم- إلى أنّ التّعامل النّاجح مع الطّفل يعتمد على أساليبَ تربويَّةٍ
مدروسةٍ، تقوم على العلم والخبرة والتّجربة وسعة الصّدر والصّبر والاحتواء ؛ ونظرًا لأهميَة تلكَ المرحلَة العمريَّة فَ قد
صاغ لهَا - صلَّى الله عليهَ وعلى آله وسَلَّم -
منهجًا في التّعامل التّربويّ والعلميّ، أنتج شخصياتٍ ناجحةً منجزةً، وقياداتٍ متميزةً فذَّةً ، وعلماء متفردَين عباقرَة ،
ومن أهم محاور المنهج التّربويّ في تعَامله - صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم - مع الأطفال :
.
.
فعن أبي هريرَة -رضي الله عنه- قال: « كنَّا نصلي مع رسوٌل الله - صلى آلله عليه وسلمَ -
العشاء، فإذا سَجد وثبَ الحَسن والحسيَن علىَ ظهره ، وإذَا رفع رأسَه أخذهَما بيده مِن خلفه أخذًا رفيقًا ،
فوضعهما وضعًا رفيقًا، فإذا عاد ؛ عادا ، فلمَا صلذَى وضعهمَا علىَ فخذيْه »
‘
تحكي لنا صَابية اسمهَآ آم خآلد عن مشهد كان في طفولتها لا زالت تذكره وتقوٌل:
«أتيت رسول الله - صَّلى الله عليه وعلى آله وسلَّم مع أبَي وعليَّ قميص أصفر.
قال رسول الله - صلَّى الله عليه وعلى آله وسَّلم -
: سَنَهْ سَنَهْ. قالت: فذهبتُ ألعب بخاتم النبوة فَنهاني أبي
قال رسول الله -صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم: دعها. ثمّ قال رسول الله
- صلّى الله عليه وعلى آله وسلَّم -
: « بْلِي وأخلقي، ثم أبلي وأخلقي، ثم أبلي وأخلقي «
‘
ويقول صاحبه أبو موسى الأشعري:
«وُلد لي غلامٌ، فأتيت به النّبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- فسمّاه إبراهيم، فحنكه بتمرةٍ، ودعا له بالبركة»
‘
لقد راعى محمَّدٌ -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- الأمرين معًا، راعى حق الطّفل واستأذنه، وراعى حق
الكبار فطلب من الصّغير أن يتنازل لهم، فلما أصرَّ على موقفه، لم يعاتبه محمَّدٌ -صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم-
أو يعنفه، بل أعطاه حقَّه ..
اهتم الرّسول بحفظ حق المولود في النّسب المعلوم والموثق والمشهود عليه، والمعلن من زواجٍ صحيحٍ،
ومنع إنجاب الأطفال خارج العلاقة الزّوجيَّة الشّرعيَّة؛ حماية لهم من المشكلات المستقبليَّة،
فضلًا عن طهارة المجتمع من الرّذيلة والفساد واختلاط الأنساب.
وتحدث محمَّدٌ -صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم- عن حقّ الطّفل في أن يختار له أبوه أمّه ذات خُلُقٍ حميدٍ،
وحقّه في أن يسميه أبوه اسمًا حسنًا غير مستنكَرٍ ولا مستهزأٍ به، وحقّه في الرّضاعة الطّبيعيَّة، وحقّه في أن ينشأ في
بيئةٍ سليمةٍ وقرابةٍ محيطين به، وحقّه في تربيَّةٍ إيمانيَّةٍ حسنةٍ، وحقّه في الحفظ من
الانتهاك الجنسيّ والشّذوذ والانتهاز، والرّق والاستعباد، والمتاجرة.
كما أكدت الرّسالة المحمّديةُ على حقّ الطّفل في الميراث والوصية، وأكدت تأكيدًا كبيرًا على حقِّ الطّفل اليتيم
في الرّعاية والعناية الكاملتين، وأن يُحفَظ له ماله، وأن يحميه مجتمعه
ويعطف عليه، ويرعاه ويكفله الكفالة التّامة ..
.
.
بآبيَ آنتَ وآميَ يــ " رسوُلَ آلله "